بعد تحرير ابو علي يطا
محمد إبراهيم أبو علي، المعروف " أبو علي يطا " بزوجته وأولاده وإخوانه وجيرانه بعد غياب قسري فرضه الاحتلال، مؤثرا ذرفت العيون دموع الفرح ، ليلتم شمل العائلة بعد طول انتظار امتد لثمانية وعشرين عاما.
حشود غفيرة
فعلى أنغام الأغاني الوطنية الصادحة منذ الصباح الباكر عبر مكبرات الصوت وهتافات آلاف المواطنين المنتشية وفرق الخيالة ، استقبلت محافظة الخليل عميد أسرها " أبو علي يطا "، فحتشد الشيوخ والنساء والأطفال والشباب وبعفوية وتلقائية وعلى اختلاف انتماءاتهم الفصائلية من بلدة حلحول شمالا مرورا بالخليل ثم بلدة دورا ومخيم الفوار وانتهاء في بلدة يطا جنوبا، تصفق وتزغرد وتلوح بالإعلام الفلسطينية، مطلقين العنان لأبواق سيارتهم ومركباتهم في لحظات لن ينسوها ويوما سيبقى محفورا بالتاريخ وهم يشاهدون أحد رموزهم الأسطورية يستنشق ويتنسم عبق الحرية.
زهور وعناق
ولدى وصول أبو علي استقبلته بلدة يطا التي تزينت بحلة من الأعلام الفلسطينية التي رفرفت على عماراتها واليافطات المهنئة من كافة عشائر وعائلات ومؤسسات وفعاليات البلدة ابتهاجا بتحريره استقبال الأبطال ونثرت الزهور وطيرت الحمام الأبيض وسط الصرخات التي انطلقت من الحناجر لتصدح بالأغاني الوطنية ومشاهد العناق لترسم لوحة فنية رائعة بهرت العيون بجمالها.
حلم تحقق
و بيسعدر القيود عن يدي أبو علي تحقق حلم ابنه إبراهيم الذي تركه صغيرا لا يتجاوز الثلاث سنوات ليرتمي بين أحضانه والده وضمه، مشيرا أن الدنيا لم تسعه من الفرح وان حلمه تحقق بعد انتظار طال 28 عاما.
فيما لم تتمالك ابنة الكبرى فلسطين والتي لم تشاهده منذ سبع سنوات نفسها لتلتقي فارس أحلامها والتي انتظرته لحظة بلحظة ودقيقة بدقيقة غير مصدقة ما تراه عيناها التي ذرفت دموعا كثيرة وتحتضنه، مشيرة أنه قبل وصوله ليطا توقفت الساعة والزمن ومرت ثقيلة وبطيئة.
أبو علي يطا عميد أسرى محافظة الخليل، اعتقل في الحادي والعشرين من آب عام 1980م، وحكمت عليه المحكمة العسكرية الإسرائيلية بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل جندي إسرائيلي عام 1980 وعميل للاحتلال، وهن خلال سنوات سجنه الطويل جسده وقلبه وخف نظره، حيث خضع لست عمليات جراحية خمسة منها في عينيه والسادسة عملية قسطرة للقلب
[img][/img][center]